بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بهذاالدين القويم الذي أكمله، وهذه الشريعة السمحة التي أتمها ورضيها لعباده المؤمنين،
وجعلهم أمة وسطاً، فكانت الوسطية لهذه الأمة خصيصة من بين سائر الأمم ميزها اللهتعالى بها فقال تعالى
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًالِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْشَهِيدًا }(143) سورة البقرة،
فهي أمة العدل والاعتدال التي تشهد في الدنياوالآخرة على كل انحراف يميناً أو شمالاً عن خط الوسط المستقيم،
ولقد كان من مقتضياتهذه الوسطية التي رضيها الله تعالى لهذه الأمة اتصافها بكل صفات الخير والنبلوالعطاء
للإنسانية جمعاء، وكان من أبرز تلك الصفات (العدل، والتسامح، والمحبة،والإخاء، والرحمة، والإنصاف)..
لقد جاء الإسلام بالحب والتسامح، والصفح، وحسنالتعايش مع كافة البشر،
ووطد في نفوس أبنائه عدداً من المفاهيم والأسس من أجل ترسيخهذا الخلق العظيم ليكون معها وحدة متينة من الأخلاق الراقية التي تسهم في وحدةالأمة،
ورفعتها والعيش بأمن وسلام ومحبة وتآلف.
ومن تلك المفاهيم: العفو، والتسامح، والصفح عن المسيء، وعدمالظلم، والصبر على الأذى، واحتساب الأجر من الله تعالى..
حيث جاءت نصوص قرآنيةوأحاديث نبوية لتأكيد هذه المفاهيم،
وإقامة أركان المجتمع على الفضل، وحسن الخلقومنها: